مستجدات التعليم
مستجدات التعليم

مقاربات المدارس الرائدة: التدريس وفق المستوى المناسب - التدريس الصريح

مقاربات المدارس الرائدة: التدريس وفق المستوى المناسب - التدريس الصريح

شهدت المنظومة التربوية المغربية خلال السنوات الأخيرة إطلاق مشروع مؤسسات الريادة في التعليم الابتدائي، انطلاقاً من خارطة الطريق 2022-2026، التي تهدف إلى الارتقاء بجودة المدرسة العمومية وتقليص الفوارق التعلمية. يتبنى هذا المشروع مقاربتين متكاملتين لتحقيق أهدافه: مقاربة التدريس وفق المستوى المناسب (TaRL) ومقاربة التعليم الصريح أو التدريس الصريح.

تُعد مقاربة TaRL أداة علاجية (علاج التعثرات المتراكمة)، في حين يُعتبر التعليم الصريح مقاربة وقائية لبناء الأساسيات منذ البداية. وتؤكد التقارير الرسمية أن دمج هاتين المقاربتين المتناغمتين يسهم في تمكين جميع التلاميذ من إتقان المكتسبات الأساسية وتحصيل المتعثرين عموماً.

📌 لمن يرغب في التعرف على الخلفية العامة والتطورات التنظيمية لمشروع مدارس الريادة، ننصح بقراءة مستجدات مدارس الريادة: التعليم الابتدائي

📘 مقاربة التدريس وفق المستوى المناسب (TaRL)

المفهوم النظري

نشأت مقاربة TaRL أو (Teaching at the Right Level) في  الهند على يد منظمة براثام غير الحكومية، وتم تبنيها لاحقاً في عدد من الدول الناطقة بالإنجليزية والأفريقية لمعالجة صعوبات القراءة والحساب في المرحلة الابتدائية تقوم الفكرة على تفيئة المتعلمين وفق مستوى تحكمهم في التعلمات، أي تقسيمهم إلى مجموعات صغيرة متجانسة من حيث المهارات القرائية والعددية، بدلاً من تقسيمهم حسب العمر أو المستوى الدراسي التقليدي تتركز أنشطة TaRL على المهارات الأساسية في القراءة (اللفظ والكتابة والفهم القرائي) والحساب الأولي، مع إجراء تقويم منتظم للتلاميذ بهدف ضمان بلوغ كل مجموعة لأهدافها الجزئية. من المبادئ المركزية لهذه المقاربة الاعتماد على التعلم النشط والتفاعل المستمر، إذ يُحفز المتعلم على المشاركة والبحث والتعلم التعاوني ووفقاً لدراسات المنظمة الأم، تُنظم حصص TaRL بأنشطة متكاملة CAMaL (Combined Activities for Maximised Learning) من أجل تعظيم التعلم، بحيث تتضمن أنشطة متزامنة تُنمّي مهارات القراءة والكتابة والاستماع والتحدث لدى المتعلمين في الوقت نفسه.

مع النتائج الإيجابية التي حققتها TaRL في الهند وبلدان إفريقية أخرى، بادرت وزارة التربية الوطنية المغربية إلى اعتمادها كتجربة في بعض المؤسسات، ثم تعميمها ضمن مشروع مدارس الريادة بهدف تجاوز التعثرات التعليمية لدى تلاميذ الابتدائي. وتشير المصادر الرسمية إلى أن المكون الأول من مشروع مدارس الريادة يخصص لدعم القراءة والحساب عبر مقاربة TaRL، حيث يستفيد جميع التلاميذ من حصص دعم يومية مكثفة خلال شهر شتنبر (المرحلة الأولى من السنة) ثم دعم أسبوعي منتظم طيلة الموسم الدراسي لفائدة المتعثرين. وبهذا الشكل، يسعى التدريس حسب المستوى المناسب إلى القضاء نهائياً على صعوبات التعلم التي يعاني منها نحو نصف التلاميذ حالياً. ويندرج TaRL ضمن مكونات «الدعم التربوي الاستدراكي»، بمعنى إخضاع المتعثرين لبرامج مركزة خارج الحصص الاعتيادية، تدار بمعية معلمين مدربين وموجهين.

تطبيق TaRL في القسم الابتدائي

في حصة الدعم التربوي الاستدراكي التي تُطبق TaRL، يبدأ المدرس بتقييم تشخيصي سريع لقدرة كل تلميذ في القراءة أو الحساب لتحديد المجموعة التي ينتمي إليها. ثم يقسم التلاميذ إلى مجموعات متجانسة حسب مستوى اكتسابهم، ليهيّئ لكل مجموعة أنشطة تعلمية مخصصة. على سبيل المثال، قد تكوّن مجموعة من القراء المبتدئين تتمحور حصصهم حول التعرف على الحروف والأصوات النطقيّة، بينما تركز مجموعة أخرى ذات مستوى أعلى على فهم المقاطع المقروءة. يستخدم الأستاذ في كل مجموعة وسائل بيداغوجية ملائمة تتناسب مع قدرات التلاميذ؛ فتنحصر أنشطة القراءة في تمارين لفظية مبسّطة وقصص قصيرة، بينما قد تشمل أنشطة الرياضيات تدريبات حسابية على العد والأساسيات العددية. وفي سبيل تحفيز المتعلمين، تشتمل هذه الحصص على أنشطة تفاعلية وترفيهية؛ فمثلاً يُمكن تنظيم لعبة "القفز على الحروف" حيث يقفز التلاميذ فوق بطاقات تحمل حروفاً أو كلمات لتثبيت التعلم بأبعاد حركية. ويسجل المدرس أثناء تنفيذ هذه الأنشطة ملاحظات دقيقة حول أداء كل تلميذ، فينبه مثلاً إلى صعوبات في نطق أصوات معينة أو في العد الصحيح. بتوالي الأسابيع، يعاد تقييم كل تلميذ بشكل دوري؛ فإذا أظهر تلميذ تطوراً كافياً يُنقل إلى مجموعة أعلى، وإذا بقي متعثراً يُعزز دعمه في مجموعته الحالية. بهذا الأسلوب المنظم يهدف TaRL إلى رفع مستوى المتعثرين حتى يلحقوا بأقرانهم من نفس المستوى الدراسي. وتشمل الأهداف الجزئية لمقاربة TaRL رفع مهارات القراءة إلى مستوى قراءة القصة وأتمتة مهارات العد وصولاً إلى مستوى القسمة.

تصنيف التلاميذ حسب مستوى القراءة وفق مقاربة TaRL
🧩 المجموعة 📖 مهارات القراءة 📝 أنشطة مقترحة
A لا يتعرف على الحروف تكرار أصوات – ألعاب حركية – بطاقات الحروف
B يقرأ كلمات بسيطة قراءة كلمات – تركيب الحروف – أنشطة نطق
C يقرأ جمل قصيرة نصوص قصيرة – أسئلة فهم مبسط – تمارين تركيب
D يقرأ نصوصًا مفهومة قراءة صامتة – تلخيص – تعبير شفهي

مثال عملي للتخطيط

على سبيل المثال، لتنفيذ درس TaRL في القراءة، يقوم الأستاذ أولاً بتحضير اختبار رصد مبسط (بطاقة كلمات أو نص قصير) يصنّف معه تلاميذ الصف إلى مجموعتين: مجموعة مقبولة القراءة وأخرى دون ذلك. ثم يُخّطط لدرس دعم مدته 30 دقيقة لكل مجموعة. في مجموعة المبتدئين، يبدأ الدرس بتكرار أصوات بسيطة (نمذجة نطق حرف – تمرين جماعي)، يشارك فيه الجميع بالإجابة. بعد ذلك يوزع المعلم حروفاً مكتوبة على الأرض ويلتقط الأطفال المرادف الصوتي لها باللعب، فيتكرر النشاط حتى يترسخ التعلم. في مجموعة أعلى، يقرأ المعلم جملة بسيطة ثم يطلب من الطلاب تكرارها والإجابة على أسئلة بسيطة لفهمها. تلي ذلك أنشطة عدّية ترفيهية: مثلاً لعبة تناوب العد على التوالي بوضع أيديهم على مقصتي يد المعلم. طوال الحصة، يتتبع المعلم تفاعل التلاميذ، ويقدم تغذية راجعة فورية (نقد أو ثناء) عند الحاجة. في نهاية الحصة، يعاين المعلم نتائج التلاميذ ويقرر – وفق تقدم كل منهم – إن كان سينتقل لمهام أكثر تعقيداً في الجلسة المقبلة أو يبقيه على مشكلات الأساس.

📗 مقاربة التعليم الصريح (التدريس الصريح)

المفهوم النظري

التعليم الصريح أو التدريس الصريح هو نهج تعليمي مؤسَّس على براهين علمية من علم النفس التربوي. يُركز على تقديم المحتوى التعليمي بشكل واضح ومنظم للغاية، مع التأكيد على وضوح الأهداف والتعليمات للمستفيدين. تعرفه المصادر بأنه «نموذج تعليمي منظّم يستند إلى مبادئ سلوكية ومعرفية، يسير بتسلسل منطقي في عرض الدرس، مع تدرّج من البسيط إلى المركب، واعتماد النمذجة العرضية (modeling) من قبل المدرس كاستراتيجية أساسية. وبحكم هذا البناء المنضبط، يشدد التعليم الصريح على التقييم المستمر وتقديم التغذية الراجعة الفورية: إذ يوجه المدرس أسئلة متكررة ومتنوعة إلى التلاميذ خلال الدرس، ويتأكد من فهمهم باستخدام تمارين تطبيقية وتفاعلية، ثم يصحح الأخطاء فوراً قبل المتابعة. وبحسب دراسات حديثة (كمجموعة Hughes وزملائه)، فإن التعليم الصريح يعزز تفاعل التلاميذ النشط عبر طلب إجابات كثيرة ومتنوعة منهم، وتقديم تغذية راجعة إيجابية وتصحيحية تساعد على ترسيخ التعلم على المدى الطويل.

تجسّد وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة هذا المفهوم عبر ما يسمى التدريس الصريح أو التدريس الفعال، وقد بدأ تدريب وتكوين أعداد كبيرة من الأساتذة عليه ضمن مشاريع مدارس الريادة. وتوصف هذه المقاربة بأنها وسيلة فعّالة لبناء الأنشطة الصفية داخل القسم، تهدف إلى تمكين الأساتذة من الكفايات اللازمة لتطبيق منهجية وقائية*. ووفقاً لتصريحات الوزير المكلف، فقد شرع الأساتذة فعلاً في تطبيق هذه المنهجية داخل الفصول الابتدائية ضمن المرحلة الأولى للتعميم، بعد تلقي تدريب ميداني مباشر خلال يناير 2024.

تطبيق التعليم الصريح في القسم

ينطلق الأستاذ في حصة التعليم الصريح بخطوة تحديد الأهداف بوضوح: يُعلن للتلاميذ مسبقاً ما سيتعلمونه خلال الدرس. فمثلاً يقول: «هدفنا اليوم هو أن نتعلم كيفية جمع عددين مكوَّنين من رقمين». بعد ذلك، يقدّم المدرس المادة التعليمية على مراحل متسلسلة (خمس مراحل نموذجية): عرض تمهيدي للأفكار الأساسية (وتحفيز الاهتمام)، ثم عرض المحتوى والنمذجة (يشرح المثال النموذجي أمام التلاميذ خطوة بخطوة)، يلي ذلك العمل الموجه مع التلاميذ (التلاميذ يحلون أمثلة تحت إشراف الأستاذ)، ثم التطبيق المستقل (تمارين يقوم بها التلاميذ بأنفسهم)، وأخيراً المراجعة والتلخيص. في كل مرحلة، يضمّن المدرس فرصاً كثيرة للإجابة والاستفسار من التلاميذ، ويقدم تغذية راجعة فورية على إجاباتهم. على سبيل المثال، قد يوجه الأستاذ سؤالاً شفويًا بعد عرضه للنموذج الأول، فيرد عدة تلاميذ بالترديد أو الحل، ثم ينصت المعلم للأجوبة ويصحح الأخطاء أو يشجع الإجابات الصحيحة مباشرة. كما يستخدم وسائل مساندة (رسومات على السبورة، منشورات مبسطة، شرائح عرض) لزيادة وضوح الشرح.

من المبادئ الأساسية للتعليم الصريح أن كل تلميذ يجب أن يفهم الدرس بشكل حقيقي قبل الانتقال للمرحلة التالية. لذا يجري الأستاذ تقييمًا فوريًا لكل جزء، وإذا تبين أن نسبة كبيرة من التلاميذ (مثلاً %80) لم تفهم فقرةً ما أو مهارة جديدة، يعيد شرحها بطرق تبسيط إضافية. وحسب خبراء التربية، تُصبح درجة الفهم أولى من الالتزام بإنهاء المادة في وقت محدد. وعادةً ما يُختتم الدرس بأسئلة ختامية أو نشاط بسيط يقيّم مدى تحقّق الأهداف، مما يعطي المدرس فرصة لتعديل خططه في الدروس اللاحقة إذا لزم الأمر.

مراحل تنفيذ حصة التعليم الصريح (التدريس الصريح)
📍 المرحلة 🧾 الوصف
1️⃣ عرض الهدف يُعلن الأستاذ بوضوح ما سيتعلمه التلاميذ خلال الحصة.
2️⃣ النمذجة يشرح المدرس المحتوى من خلال مثال حي أمام التلاميذ.
3️⃣ العمل الموجّه يقوم التلاميذ بحل أنشطة بإشراف المدرس ومساعدته.
4️⃣ التطبيق المستقل يُنجز المتعلمون تمرينًا منفردًا لتثبيت التعلم.
5️⃣ التقييم والتغذية الراجعة يُقدّم المعلم أسئلة نهائية أو مراجعة سريعة لتقييم الفهم.

مثال عملي للتخطيط

على سبيل المثال، إذا كان الدرس في مادة اللغة العربية يهدف إلى تعلّم كتابة جملة تتألف من مبتدأ وخبر، يبدأ الأستاذ بعرض هدف الدرس وأمثلة مشرّحة (نمذجة): يكتب جملة مثال على السبورة مع توضيح المبتدأ والخبر وتلفظهما بوضوح. ثم يطلب من المتعلمين ترديد الكلمات وتحديد المبتدأ والخبر في جملة ثانية، موجهًا إياهم خطوة بخطوة إذا أخطأوا (التعلم الموجه). بعد ذلك، يُعطي الأستاذ التلاميذ نشاطًا تطبيقيًا لجأزه الفردي، مثل تمرين يطلب كتابة خمس جمل بسيطة يتمحور كل منها حول تركيب مبتدأ وخبر. يراقب المدرس أثناء حل التلاميذ هذه التمارين ويتدخل مباشرة لتصحيح الأخطاء. وأخيراً، يُراجع الدرس بجلسة تفاعل شفوي (مثل سؤالٍ عام يشمل كل التلاميذ)، مؤكداً أن الجميع قد فهم القاعدة. تبرز هنا أهمية تقييم التقدم بشكل مستمر؛ فعندما يتحقق الأستاذ أن نسبة كبيرة من التلاميذ لم تفهم بعد، يعيد شرح المفهوم أو يوفر مهام إضافية قبل الانتقال لموضوع جديد.

الدعم التربوي والتقويم في المقاربتين

يرتبطان هذان الأسلوبان ارتباطاً وثيقاً بمفهوم الدعم التربوي والتقويم المستمر. فمقاربة TaRL بطبيعتها تشكل إطاراً لدعم تعليمي معزز خارج الحصص الاعتيادية: فحوالي نصف حصة حصص مدارس الريادة تُخصص لبرنامج TaRL الاستدراكي، يُستفاد منه يومياً في شتنبر ثم أسبوعياً طوال العام. في هذا السياق، يستفيد المتعلم من دعم مخصص ومركز يركّز على تشخيص العقبات الأولية في القراءة أو الحساب وتصحيحها. ويجري لهذا الغرض تقويم تشخيصي أولي في بداية كل مرحلة (مثل ورقة سريعة أو اختبار بسيط) يحدد مستوى كل تلميذ ويُكوّن على أثره المجموعات المناسبة.

أما التعليم الصريح فيُدمج ضمن الحصص الاعتيادية كنمط تدريسيٍّ وقائي؛ فهو يعتمد على التقويم التكويني المستمر داخل الحصة الواحدة. في كل خطوة من خطوات الدرس، يستوقف الأستاذ التلاميذ بأسئلة أو تمارين شفوية لقياس مدى الفهم. فعلى سبيل المثال، قد يطلب الأستاذ بعد عرض كل فكرة أن يرفع المتعلمون أيديهم أو يجيبون جماعياً عن تمرين قصير؛ فإذا لاحظ نسبة هامة منهم دون إجابة صحيحة، يعيد الشرح فوراً. وبذلك لا يتم الانتقال إلى المادة القادمة إلا بعد التأكد من استيعاب جميع التلاميذ للمراحل السابقة. وبهذه الطريقة، يعمل التقويم المستمر كأساسٍ لقرارات الأستاذ في الحصة نفسها، كما يوفر للمرشدين والمفتشين التعليمية بيانات لحاجيات التكوين والمتابعة. وبشكل عام، تخدم كلا المقاربتين غرض تقليص الفوارق التعلّمية: TaRL يعالج الفجوات السائدة للمتعثرين، بينما التعليم الصريح يمنع تراكم ثغرات جديدة بجعل استيعاب الأساسيات مطلباً لجميع التلاميذ.

أثر المقاربتين في تحسين التعلمات وتقليص الفوارق

أظهرت التجارب المحلية والدولية فاعلية واضح لتطبيق هاتين الاستراتيجيتين في التعليم الابتدائي. فقد أثبتت دراسات المنظمة الأم (Pratham) أن TaRL يحقق زيادات ملحوظة في مستوى القراءة والحساب لدى المتعثرين، كما أظهرت نتائج تجارب أولية بالمغرب تحسناً ملموساً في تحصيل تلاميذ مدارس الريادة الذين شاركوا في البرنامج. ويركز الإطار الرسمي على أن الهدف النهائي هو القضاء نهائياً على صعوبات التعلم عند أكثر من نصف المتعلمين المتعثرين حالياً.

من جانب آخر، أكد المسؤولون المغاربة أن التعليم الصريح أثبت نجاحه في تحسين التعلمات الأساسية دولياً ومحلياً. فقد أعلن وزير التربية أن المرحلة الأولى من تعميم التدريس الصريح أفرزت أثرًا إيجابياً في تمكن التلاميذ من المكتسبات الأساسية، خصوصاً في المواد اللغوية والرياضية. وتؤكد الملاحظات أن هذا المنهج يبني ثقة المتعلمين بأنفسهم، لأنه يزيل الالتباس لديهم في كل خطوة عبر التغذية الراجعة الفورية. وفي مجملها، تُسهم مقاربة التدريس وفق المستوى المناسب ومقاربة التدريس الصريح في رفع مستوى تحصيل المتعلمين وتقليص الفوارق بين المتمكنين والمتعثرين. فبينما يعتني TaRL بتعزيز مهارات ربع التلاميذ الأضعف (يحصلون على ساعات دعم إضافية مركزة)، يعمل التعليم الصريح على رفع مستوى النجاح الجماعي من خلال إحكام التدريس لكل التلاميذ وضمان استيعابهم للكفايات قبل التقدم. ويشير المسار التكويني إلى أن الجمع بين النهجين ينتج بيئة تعليمية متوازنة: نهج وقائي متدرّج ومدمج في التعليم اليومي، إلى جانب نهج علاجي مكثف يختصر الفجوات عند الحاجة.

📊 مقارنة بين مقاربتين: التدريس وفق المستوى المناسب والتعليم الصريح
🔎 المعيار 📘 التدريس وفق المستوى المناسب (TaRL) 📗 التعليم الصريح (Explicit Instruction)
نوع المقاربة علاجية وقائية
الفئة المستهدفة المتعلمون المتعثرون جميع المتعلمين
توقيت التنفيذ خارج الحصص (دعم موجه) داخل الحصص الاعتيادية
نوع التقويم تشخيصي + تتبع مرحلي تكويني فوري ومستمر
النتيجة المتوقعة اللحاق بالمستوى الدراسي بناء مكتسبات قوية منذ البداية

الخاتمة

يُعد اعتماد مقاربة TaRL ومقاربة التعليم الصريح أحد أبرز مستجدات التعليم بالمغرب في السنوات الأخيرة. فقد دلت التجارب الميدانية على إمكان توفير دعم فعّال للتعلمات الأساسية من خلال تقسيم المتعلمين حسب حاجياتهم وتقديم تعليم واضح منظّم للجميع. وبفضل التنسيق بين البرنامج العلاجي TaRL والبرنامج الوقائي التعليم الصريح، أصبحت مدارس الريادة بيئة واعدة في معالجة تعثر التلاميذ ورفع جودة التعلم في آن واحد. تسعى الوزارة إلى توسيع هذا المشروع ليشمل 2000 مؤسسة ابتدائية إضافية كل سنة، على أن يتم تعميمه في جميع المؤسسات بحلول سنة 2026. من هنا، يقع على عاتق الأستاذات والأساتذة تعزيز تطبيق هاتين المقاربتين بحرفية: بتنفيذ استراتيجيات TaRL الداعمة ضمن حصص الدعم، وباستخدام أساليب التعليم الصريح المنظّم في كل درس، مع الاستمرار في التقويم الذاتي للممارسة. إن التزام الأسرة التعليمية بهذا النسق يسهم دون شك في تجويد التعلمات وتقليص الفوارق، ويسير بالمغرب نحو تحقيق الإنصاف والجودة المنشودة في التعليم الابتدائي.

المصادر: تتضمن هذه المقالة مقتطفات معتمدة من أدبيات تربوية مغربية حول المقاربتين المذكورتين، فضلاً عن مصادر تدريبية وأبحاث علمية داعمة للمعرفة حول TaRL والتعليم الصريح.

💡 الأسئلة الشائعة حول التدريس وفق المستوى المناسب والتعليم الصريح

ما الفرق بين التعليم الصريح والتدريس وفق المستوى المناسب؟

التعليم الصريح مقاربة وقائية تُستخدم مع جميع المتعلمين داخل الحصص، بينما التدريس وفق المستوى المناسب (TaRL) هو أسلوب علاجي موجه للمتعثرين خارج الحصص الاعتيادية.

هل مقاربة TaRL معتمدة رسميًا في المغرب؟

نعم، تم اعتماد TaRL رسميًا ضمن مشروع مدارس الريادة، وتُطبق في حصص الدعم المكثف والمنتظم لدعم المتعثرين في القراءة والحساب.

ما هي مراحل تنفيذ حصة التعليم الصريح؟

تبدأ بتحديد الهدف، ثم النمذجة، فالتطبيق الموجه، فالتطبيق المستقل، وأخيرًا التقويم والتغذية الراجعة.

كيف أقيّم التلاميذ في مقاربة TaRL؟

باستخدام تقويمات تشخيصية سريعة لتحديد المستوى، ثم إعادة التقويم دوريًا حسب تطور المتعلم ونقله من مجموعة لأخرى.

هل يمكن دمج المقاربتين داخل نفس الفصل؟

نعم، يُستخدم التعليم الصريح في الحصص العادية، بينما يُخصص TaRL لحصص الدعم الموجه، مما يضمن التكامل بين الوقاية والعلاج.

 

"شكرًا لزيارتكم موقعنا! نأمل أن يكون هذا المحتوى قد قدم لكم الفائدة المرجوة. نحن ملتزمون بتقديم موارد تعليمية مجانية وداعمة لأساتذة التعليم الابتدائي. لا تترددوا في مشاركة المقالة مع زملائكم ودعمنا لنواصل تقديم محتوى تعليمي مميز. تابعونا للحصول على المزيد من الملفات والمستجدات التعليمية، نرحب دائمًا بملاحظاتكم واقتراحاتكم." 


 تابعونا على مواقع التواصل الإجتماعي للحصول على أحدث الملفات والوثائق مباشرةً


google-playkhamsatmostaqltradent